هناك خطأ قد يرتكبه الانسان في الماضي .. هذا الخطأ يصبح بمثابة السجن، سجن بلا قضبان أو حراس أو حتى رفيق سجن مُتنمر، ومع ذلك لا تستطيع الخروج" أراك يا عزيزي تغرق ببطء داخل الظلام رغم محاولاتك المُثيرة للشفقة للخروج .. أراك تضرب بكلتا يديك وقدميك التي أصابهما الإرهاق لكي تطفو قليلاً، تتلفت يمنة ويُسرى لعلك تُشاهد صديقاً ليخرجك من ذلك المأزق فلا تجد .. تقول بلسان وجدك أن العائلة هي كل شيء وأنها هي التي ستأخذ بيدك الى بر الأمان ليوقظك الواقع التعيس أمام عائلة لا ترمي اليك طافية النجاة .. خيبة الأمل هذه حقاً أكثر إيلاماً من شمعة أحرقت نفسها لتضيء غرفة أعمى. تريد أن تتبادل السعادة مع الجميع حتى وإن كانت هُريرة فلا تجد الا الوحدة رفيقاً وملازما، وربما تسير وحيد حزين في عالم مجهول تائه وبعيد وقد تستسلم عن قريب .. تفكر كضحية أن الدنيا قد نالت منك وأنها رغم اتساعها قد ضاقت عليك، بل امتد الضيق ليحاصر صدرك الذي كان يَسع الدُنيا، لتقرر حينها الذهاب الى أحد مستشفيات الطب النفسي لأنك بت تعتقد أنه المكان المناسب الان. لا تقلق فلا يأتي الى تلك الأماكن سوى الصالحين!